سميت سوره الفاتحه بما يناسب موضوعها او اسم شي
بارز اسم الفاتحه انها فاتحه للقراءن
تسميةُ السُّوَر القرآنية توقيفيٌّ، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
يحددُ هذه الأسماءَ لأصحابه رضي الله عنهم في أثناء كتابتهم للوحي؛ يقول:
((ضعُوا هذه الآيةَ أو الآيات في السُّورة التي يذكر فيها كذا))
وعلى ذلك فليس لنا أن نُطْلق لفظ سُورة على عدد مِن آيات القرآن الكريم.
ومن الملاحَظ أنَّ السُّورة القرآنية قد سُمِّيَت بما يُناسب موضوعها، أو باسم
شيء بارز ذُكر فيها، كالفاتحة لأنها فاتحة القرآن، وإنْ كانت التسمية لا
تحتاج إلى تعليل، ولكن حكمة الله قائمة على الكمال في كل شيء.
ولقد رجَّح السيوطي
أن تسمية السُّوَر توقيفية، ثم قال: وقد ثبتَ جميع أسماء السُّوَر بالتوقيف
مِن الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبيَّنتُ ذلك، واستدلَّ بما أخرجه
ابنُ أبى حاتم عن عكرمة قال: كان المشركون يقولون: سُورة البقرة،
سورة العنكبوت، يَستهزئون بها، فنزل قوله: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾
وقد مال الزركشيُّ إلى ترجيح هذا الرأي؛ إذ قال: يَنبغي البحث عن تَعداد
الأسامي هل هو توفيقيٌّ أو بما يَظهر مِن المناسبات؟ فإنْ كان الثاني فلن
يعدم الفَطِن أن يَستخرج مِن كل سورة معاني كثيرة يَقتضي اشتقاقَ
أسمائها وهو بعيد اهـ
والتحقيق خلاف ما ذهب إليه السيوطي؛ حيث إنَّ جميع أسماء السُّوَر لم
يَثبُت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما الثابتُ عنه أسماءُ بعضِها
فقط، وبعضها عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم.
ولقد أورد العلماءُ والمفسِّرون للفاتحة أسماءً كثيرة لُوحظ في كل اسم منها
معنى مِن معانيها، وفائدة مِن فوائدها؛ يقول السيوطي في الإتقان: وقد
وقفتُ لها على نيف وعشرين اسمًا، وذلك يدلُّ على شرَفها؛ فإنَّ كثرة
الأسماء دالَّة على شرَف المسمَّى
فمن هذه الأسماء:
فاتحة الكتاب: وقد ورد هذا الاسم فيما رواه ابن جرير بسنده، عن أبي
هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أمُّ
القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السَّبع المثاني))
وإنما سمِّيَت فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بكتابتها في المصاحف، فهي فواتح
لما يَتلوها مِن سُوَر القرآن في الكتاب، والقراءة، والتعليم، والصلاة وقيل:
لأنها أول سُورة نزلتْ، وقيل: لأنها أول سورة كُتبَت في اللوح المحفوظ
أم الكتاب وأم القرآن: قال الماوردي: وأما تسميتها بأمِّ القرآن فلتقدُّمها،
وتأخُّر ما سِواها تبعًا لها، صارت أمًّا لأنها أَمَّتْهُ؛ أي: تَقَدَّمَتْه، وكذلك قيل لراية
الحرب (أمٌّ) لتقدُّمها، واتباع الجيش لها.
وقيل لما مضى على الإنسان مِن سِنِي عمره: (أمٌّ) لتقدُّمها .
وقد كره ابنُ سيرين أن تسمَّى أم الكتاب، وكره الحسنُ أن تسمَّى أم
القرآن، ووافقهما بقيُّ بنُ مخلد؛ لأن أمَّ الكتاب هو اللوح المحفوظ قال
تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ وقال: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
﴾.
قال السيوطي بعد ذلك: وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسميتُها بذلك؛
فأخرج الدارقطني وصحَّحه مِن حديث أبى هريرة مرفوعًا: ((إذا قرأتم الحمدَ،
فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها أم الكتاب، وأم القرآن، والسبع
المثاني، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها)).
قال صاحب الإتقان: واختلف لم سمِّيَت بذلك، فقيل: لأنها يُبدأ بكتابتها في
المصاحف، وقراءتها في الصلاة قبل السورة، وجزم بذلك البخاري في
صحيحه، واستشكل بأن ذلك يُناسب تسميتها فاتحة الكتاب، لا أمَّ الكتاب.
وأجيب: بأن ذلك بالنظر إلى أنَّ الأمَّ مُبتدأ الولد، سمِّيَت بذلك لتقدُّمها،
وتأخُّر ما سِواها تبعًا لها، ويُقال لما مَضى مِن سِنِي الإنسان: “أمٌّ” لتقدُّمها،
ولمكَّة “أمُّ القُرى” لتقديمها على سائر القُرى.
وقيل: لأن أمَّ الشيء أصْلُه، وهي أصْل القرآن لانطوائها على جميع أغراض
القرآن، وما فيه مِن العلوم والحِكَم. وقيل: لأن حُرْمتها كحُرْمة القرآن كلِّه.
وقيل: لأن مَفزَع أهل الإيمان إليها. وقيل: لأنها مُحكَمة والمُحْكَمات أمُّ الكتاب .
القرآن العظيم: فقد روى الإمام أحمد، عن أبى هريرة؛ أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: ((هي أمُّ القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن
العظيم)) وسمِّيَت بذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن.
السبع المثاني: وقد وَرد تسميتُها بذلك في الحديث المذكور وأحاديث كثيرة،
أما تسميتُها سبعًا، فلأنها سبع آيات، وقيل: فيها سبعة آداب في آية أدب،
وفيه بُعد، وقيل فيها غير ذلك .
الوافية: كان سفيان بن عيينة، يُسمِّيها بذلك لأنها وافية بما في القرآن مِن
المعاني .
سورة الكنز.
الكافية؛ لأنها تكْفي في الصلاة عن غيرها، ولا يكْفي عنها غيرُها.
الأساس؛ لأنها أصْل القرآن، وأول سورة فيه.
النور.
الحمد.
الشكر.
الشفاء.
الرقية.
الشافية.
الصلاة
وقد ورد فيها غيرُ ذلك من الأسماء، وكثرةُ الأسماء تدلُّ على شرَف
المسمَّى.
قال ابن حجر في فتح الباري: نقل السهيلي عن الحسن وابن سيرين،
ووافقهما بقيُّ بن مخلد كراهية تسمية الفاتحة أمَّ الكتاب، ولا فرْق بين
بأمِّ القرآن وأمِّ الكتاب، ولعلَّ الذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمِّ،
وإذا ثبت النص طاح ما دُونه
اسماء سورة الفاتحة
, لماذا سميت سوره الفاتحه بهذه الاسم
اسماء سورة الفاتحة